السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النفحات الربانية:
عن محمد بن مسلمة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عيه وسلم
(( إن لربكم فى أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبداً ))
رواه الطبرانى فى الأوسط
وعن أنس رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده ))
رواه الطبرانى فى الكبير رقم (720) ، وحسنها الألبانى فى صحيحة (1890)
قال المناوى - رحمه الله
ومقصود الحديث أن لله فيوضاً ومواهب تبدوا لوامعها من فتحات أبواب خزائن الكرم والمنن فى بعض أوقات فتهب فورتها ومقدماتها كالأنموذج لما وراءها من مدد الرحمة فمن تعرض لها مع الطهارة الظاهرة والباطنه بجمع همة وحضور قلب حصل له منها دفعة واحده ما يزيد على هذه النعم الدارٌة فى الأزمنة الطويلة على طوال الأعمار
فيض القدير (1/673)
فتخيلوا إن تعرض الإنسان لهذه النفحات يعطيه فى الومن القليل من الخيرات والبركات وفيض الرحمات ما لا يمكنه الحصول عليه فى الزمن الطويل فى غير أوقات هذه النفحات حتى إن الأنسان إذا أصابته نفحة من هذه النفحات لا يشقى بعدها أبدا وقد جعل الله عز وجل لهذه النفحات فى كل عام مواسم
وها نحن على أشراف رمضان
اللهم بلغنا رمضان
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم أى يقسم أبو هريرة بما قسم به النبى صلى الله عليه وسلم (( ما أتى على المسلمين من شهر خير لهم من رمضان ))
مسند الإمام أحمد وصححه العلامة أحمد شاكر رقم (8350)
أخوتى فى الله : إن النبى صلى الله عليه وسلم يقسم أن أعظم شهر فى العام هو شهر رمضان ففيه أعظم النفحات وكيف لا وفيه تفتح أبواب الجنة فلا يغلق منها باب وتغلق أبواب النيران فلا يفتح منها باب وتسلسل فيه الشياطين تغل مردة الجن تصير الشياطيين مكبلة مقيدة تثبتها الأغلال وتعرقها القيود لتنطلق النفس حرة طليقة فى أجواء العبودية لله جل وعلا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادى منادى يا باغى الخير أقبل ويا باغى الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ))
الترمذى (682) وصححه الألبانى
فيا من تريد الطاعة فى هذا الشهر الكريم فسبيلها سهل ميسور فأقبل بكل عزيمتك بادر بكل أشواقك ومن أراد معصية الله فى هذا الشهر نودى كف عن عصيانك واحذر .يا باغى الخير أقبل فإنك معان موفق مسدد ويا باغى الشر أقصر فإنك محذول مكروه منبوذ
أخوانى وأخواتى فى الله
هيا نتعرض لنفحة من نفحات ربنا فى هذا الشهر المبارك عسى أن تصيبك نفحة من نفحات رحمة ربك فلا تشقى بعدها أبدا فتكون من الذين يعتقون فى هذا الشهر
اللهم بلغنا رمضان
فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم (( ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ))
الترمذى (862)، وصححه الألبانى
إنهم والله من الذين أصابتهم هذه النفحة فسعدوا سعادة أبديه لا شقاء بعدها أبدا لأن الكريم الذى أعتق لا يأسر مرة أخرى فيعتقهم ويفتح لهم أبواب الرحمة والخير بعد ذلك
يا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعي
يا شموس التقوى والأيمان أطلعى
يا صحائف أعمال الصائمين أرتفعى
يا قلوب الصائمين أخشعى
يا أقدام المتهجدين اسجدى لربك واركعى
يا عيون المتهجدين لا تهجعى
يا ذنوب التائبين لا ترجعى
يا أرض الهوى ابلغى ماءك ويا سماء النفوس اقلعى
يا بروق العشاق المعى
يا خواطر العارفين ارتعى
يا همم المحبين لغير الله لا تقنعى قد مدت فى هذه الأيام موائد الأنعام للصوام فما منكم إلا من دعى
يا همم المؤمنين أسرعى فطوبى لمن أجاب فأصاب وويل لمن طرد عن الباب
وما دعى
(طائف المعارف ص 143 )
فى رمضان تهب على القلوب نفحة من النفحات نسيم القرب وسعى سمسار الوعظ للمهجورين فى الصلح ووصلت البشارة للمنقطعين بالوصل وللمذنبين بالعفو
والمستوجبين النار بالعتق لما سلسلت الشياطين فى شهر رمضان وخمدت نيران الشهوات بالصيام انعزل سلطان الهوى وصارت الدولة لحاكم عاقل بالعدل
فهل يبقى للعاصى عذر؟؟؟
المصدر : كتاب كيف تفوز فى رمضان
والله أعلم
جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته